المولفات

المؤلفات > أساس الحكومة الإسلاميّة

35

علاقة أطروحة الديموقراطية بالدين

من الواضح أنه لا موقع للدين ـ بمعناه الحي النابض الموجه الرابط لشؤون المسيرة الإنسانية بالله تشريعاً وتنفيذاً ـ في هذه الأطروحة التي تمنح حقوق التشريع والتنفيذ للناس، ولا يبقى أي مجال لتدخل السماء في تسيير دفة الحياة الاجتماعية.

وهنا نود أن نعرض تصورات (روسو) عن الدين ودوره في المجتمع المدني، ليتجلى لنا نمط من التفكير الغربي وتصوراته عن الدين:

يقول روسو: "قد ينقسم الدين ـ على ضوء علاقاته بالمجتمع التي تكون إما عامة أو خاصة ـ إلى نوعين: وهما: دين الانسان، ودين المواطن.

الأول ـ وهو بلا معابد ولا هياكل ولا طقوس ـ مقتصر على العبادة الداخلية المحضة لله الأعلى، وعلى الواجبات الأخلاقية الأبدية، وهو ما يمكن ان نسميه القانون الإلهي الطبيعي.

الثاني: وهو مدون في بلد وحيد يمنحه آلهته وشفعاءه الخاصين وحماته، وله عقائده وطقوسه وعبادته الخارجية المفروضة بالقوانين، وفيما عدا الأمة التي تعتنقة يكون كل إنسان بالنسبة له كافراً أجنبياً وبربرياً، وهو لا يمد واجبات الانسان وحقوقه خارج حدود هياكله.