المولفات

المؤلفات > أساس الحكومة الإسلاميّة

232

بقوله: "وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة احاديثنا؛ فأنهم حجتي عليكم" فلعل سؤاله كان بنحو يشكل قدراً متيقناً للجواب في مقام التخاطب، كما لو كان سؤاله عن حوادث معينة، وكان القدر المتيقن هو الحجية في تلك الحوادث وكل ما لا يحتمل الفرق بينه وبين تلك الحوادث.

الثالث:

أن يقال: ان الاطلاق في قوله: "فإنهم حجتي عليكم" يتم بقرينة التقابل بين ذلك وبين قوله "وأنا حجة الله"؛ فالذي يفهم من هذا التقابل عرفاً هو أنه حجة للإمام في كل ما كان الإمام (عليه السلام) حجة فيه لله، فتتم الولاية المطلقة.

وبالإمكان أن يقال: انه قصد بذلك أن العرف لا يرى هدفاً من وراء ذكر قوله "وأنا حجة الله" بعد قوله "فإنهم حجتي عليكم" إلا التقابل وبيان أن هذا حجة الإمام (عليه السلام) كما أن الإمام حجة لله، فهو حجة في كل ما كان الإمام حجة فيه. فيرد عليه: ان هنا هدفاً آخر عرفياً أيضاً، وهو: ان يكون قوله "وأنا حجة الله" بياناً لما يبرر حجية الراوي للإمام ويعطيه قيمة، فإن الإمام لو لم يكن هو حجة فكيف يعطي الحجية للراوي، وأي قيمة لهذه الحجية؟ فكأن الإمام (عليه السلام) يقول: أنا حجة الله، وبامكاني إعمال هذه الحجية بجعل حجة عليكم، فقد جعلت رواة الأحاديث عليكم.