المولفات

المؤلفات > أساس الحكومة الإسلاميّة

150

الا أن الاطلاق الموجب للسريان والشمول لا يجري في المحمول؛ فمثلاً لو قيل: "زيد عالم" ـ لم يدل ذلك بالاطلاق على كونه عالماً بكل ما يحتمل كونه عالماً به، ولو قيل: "ان الطعام الفلاني نافع" لم يدل على ثبوت كل المنافع المحتملة فيه. فليس حال المحمول حال الموضوع الذي يجري فيه الاطلاق الموجب للسريان؛ فيحنما يقال: "النار حارة" يكون مقتضى الاطلاق ثبوت الحرارة لكل أقسام النيران. وتمام الكلام في ذلك موكول الى علم الأصول.

اذن فلا تثبت بهذه الروايات الا الخلافة إجمالاً، والقدر المتيقن منها هو الخلافة في التعليم والارشاد، بأن تكون الرواية بصدد بيان عظمة الرواة والرواية والارشاد، وان هذا العمل يعتبر خلافة لرسول الله (صلى الله عليه وآله).

هذا، وبعد ما ذكرناه من نكتة عدم جريان الإطلاق بهذا المعنى في المحمول، لا نرى حاجة لإطالة الكلام دلالة أو سنداً أو متناً في روايات، من قبيل قول الرسول (صلى الله عليه وآله): "ان العلماء ورثة الأنبياء"(1)، وقوله: "الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا"(2)،



(1) أصول الكافي ج1 ص34. والوسائل ج 18 باب. من أبواب صفات القاضي ج. ص 53.

(2) أصول الكافي ج1 ص46.