المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

370

فكلاهما بمعنى التعليق على مشيئة الربّ الثابتة في كلّ شيء، وإنّما المقصود التفصيل بين المشيئتين: بأنّ الاُولى لن تتحقّق، والثانية سوف تتحقّق بشأن المؤمنين الفسقة دون الكفّار ومن يُلحق بهم.

وورد في حديث آخر أيضاً ـ لا بعنوان تفسير الآية ـ عن الحسن بن علي الناصر] ي [ عن أبيه، عن محمّد بن علي عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين(عليهم السلام) قال: «قيل لأمير المؤمنين(عليه السلام): صف لنا الموت فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد اُمور ثلاثة يرد عليه: إمّا بشارة بنعيم الأبد، وإمّا بشارة بعذاب الأبد، وإمّا تخويف وتهويل وأمر مبهم لا يدرى من أيّ الفريقين هو:

فأمّا وليّنا المطيع لأمرنا فهو المبشَّر بنعيم الأبد، وأمّا عدوّنا المخالف علينا فهو المبشَّر بعذاب الأبد، وأمّا المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول إليه حاله يأتيه الخبر مبهماً محزناً، ثُمّ لن يسوّيه الله عزّ وجلّ بأعدائنا، لكن يخرجه من النار بشفاعتنا، فاعملوا وأطيعوا ولا تنكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله عزّ وجلّ، فإنّ من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلّا بعد ثلاث مئة ألف سنة»(1).

أيّها القارئ الكريم، حينما نجد أنفسنا في فراش الموت وقبل أن نتعرّض لحالة النزع، أيّ هول سنشعر به؛ لتركنا جميع ما نملك عدا أعمالنا؛ ولإقبالنا على عالم جديد مجهول لدينا؟ فكيف بنا لو نزلت سكرات الموت فاُرينا التخويف والتهويل والأمر المبهم حسب تعبير هذه الرواية؟

والجهل بالعاقبة قد فطّر قلوب جميع العارفين بالله، فماذا ينبغي أن يصنع بنا


(1) راجع كنز الدقائق 6: 245 حديث حمران، وحديث أبي بصير عن أبي جعفر(عليه السلام) نقلاً عن معاني الأخبار.