المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

337

 

ختم الكلام

 

وهنا نختم حديثنا عن البرزخ بذكر هذه الرواية عن سعيد بن المسيّب قال: كان عليّ بن الحسين (صلوات الله عليه) يعظ الناس ويزهّدهم في الدنيا ويرغّبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كلّ جمعة في مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله)، وحفظ عنه وكتب، كان يقول: «أيّها الناس، اتّقوا الله واعلموا أنّكم إليه ترجعون، فتجد كلّ نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضراً وما عملت من سوء، تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذّركم الله نفسه. ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه! ابن آدم، إنّ أجلك أسرع شيء إليك، قد أقبل نحوك حثيثاً يطلبك ويوشك أن يدركك، وكأن قد اُوفيت أجلك وقبض الملك روحك وصرت إلى منزل وحيداً فردّ إليك فيه روحك، واقتحم عليك فيه ملكاك: منكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك، ألا وإنّ أوّل ما يسألانك عن ربّك الذي كنت تعبده، وعن نبيّك الذي اُرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولاّه، ثُمّ عن عمرك في ما أفنيته؟ ومالك من أين اكتسبته؟ وفي ما أتلفته؟ فخذ حذرك وانظر لنفسك، وأعدّ للجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار، فإن تك مؤمناً تقيّاً عارفاً بدينك متّبعاً للصادقين موالياً لأولياء الله لقّاك الله حجّتك، وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب، فبشّرت بالجنّة والرضوان من الله والخيرات الحسان، واستقبلتك الملائكة بالروح