المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

332

للمشركين الذين قتلوا يومئذ وقد اُلقوا في القليب: «لقد كنتم جيران سوء لرسول الله ـ (صلى الله عليه وآله) ـ، أخرجتموه من منزله وطردتموه، ثُمّ اجتمعتم عليه فحاربتموه، فقد وجدت ما وعدني ربّي حقّاً»، فقال له عمر: يا رسول الله ما خطابك لهام قد صديت ـ أي ماتت ـ ؟ فقال(صلى الله عليه وآله) له: «مَهْ يا بن الخطاب، فوالله ما أنت بأسمع منهم، وما بينهم وبين أن تأخذهم الملائكة بمقامع الحديد إلّا أن أعرض بوجهي هكذا عنهم»(1).

وتشهد لذلك روايات التلقين بعد الدفن أيضاً(2).

وكذلك ورد في زيارة القبور عن الصادق(عليه السلام): «إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم، وإذا زرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم»(3).

وثالثاً: وصول شيء من الثواب إليهم من هذه الدنيا على ما نطقت به العديد من رواياتنا(4)، كصحيح الحلبي عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) قال: «ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلّا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وصدقة(5) مبتولة لا تورث، أو سنّة هدى يعمل بها بعد موته، أو ولد صالح يدعو له»(6)، ورواية معاوية بن عمار قال: «قلت لأبي عبدالله(عليه السلام): ما يلحق الرجل بعد موته؟ فقال: سنّة يعمل بها بعد موته فيكون له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من اُجورهم شيء، والصدقة الجارية تجري من بعده،


(1) البحار 6: 254 ـ 255، الباب 8 من أبواب الموت وما يلحقه إلى وقت البعث.

(2) وسائل الشيعة 3: 201 ـ 203، الباب 35 من الدفن.

(3) سفينة البحار: «قبر».

(4) وسائل الشيعة 19، الباب 1 من الوقوف والصدقات.

(5) كأنها عطف تفسير.

(6) المصدر السابق: 172، الحديث 2.