المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

331

كنّا نحن لانحسّ بوصول شيء إلينا من عالمهم:

فأوّلاً: قد تتفق لمن انتقل إلى البرزخ إمكانية زيارة أهله، كما دلّت على ذلك صحيحة حفص بن البختري عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «إنّ المؤمن ليزور أهله فيرى ما يحبّ ويستر عنه ما يكره، وإنّ الكافر ليزور أهله فيرى ما يكره ويستر عنه ما يحبّ، قال: ومنهم من يزور كلّ جمعة، ومنهم من يزور على قدر عمله»(1).

وثانياً: قد يسمعون صوتنا حينما نكون قريبين من مكان تواجدهم، كما قد يُفهم ذلك من كلام عليّ(عليه السلام) وقد رجع من صفّين فأشرف على القبور بظاهر الكوفة: «يا أهل الديار الموحشة والمحالّ المقفرة والقبور المظلمة، يا أهل التربة، يا أهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فَرَط سابق ونحن لكم تبع لاحق. أمّا الدور فقد سُكنت، وأمّا الأزواج فقد نُكحت، وأمّا الأموال فقد قُسّمت. هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟» ثُمّ التفت إلى أصحابه فقال(عليه السلام): «أما لو اُذن لهم في الكلام لأخبروكم: أنّ خير الزاد التقوى»(2).

وقد روى في تفسير پيام قرآن(3) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) حينما ألقوا أجساد المشركين في معركة بدر في البئر أنّه(صلى الله عليه وآله) وقف إلى جنب البئر وقال: «يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربّكم حقّا؟ فإنّي وجدت ما وعدني ربّي حقّا»، قالوا: يا رسول الله هل يسمعون؟ قال(صلى الله عليه وآله): «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن اليوم لا يجيبون».

وفي البحار عن النبي(صلى الله عليه وآله) أنّه وقف على قليب بدر ـ يعني بئر بدر ـ فقال


(1) الكافي 3: 230، باب أنَّ الميت يزور أهله من كتاب الجنائز، الحديث 1.

(2) نهج البلاغة، الحكمة 130.

(3) پيام قرآن 5: 457.