المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

330

والآخر عن يساره، فيقول له رسول الله(صلى الله عليه وآله): أمّا ما كنت ترجو فهو ذا أمامك، وأمّا ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه. ثُمّ يُفتح له باب إلى الجنّة فيقول: هذا منزلك من الجنّة، فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضّة. فيقول: لا حاجة لي في الدنيا. فعند ذلك يبيضّ لونه ويرشح جبينه و...، فإذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما عرض عليها وهي في الجسد، فتختار الآخرة، فتغسّله في من يغسّله وتقلّبه في من يقلّبه، فإذا اُدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قُدُماً، وتلقاه أرواح المؤمنين يسلّمون عليه ويبشّرونه بما أعدّ الله له جلّ ثناؤه من النعيم، فإذا وضع في قبره رُدّ إليه الروح إلى وَرِكَيه ثُمّ يسأل عمّا يعلم، فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيب ريحها».

قال قلت: جعلت فداك فأين ضغطة القبر؟ فقال: «هيهات ما على المؤمنين منها شيء، والله إنّ هذه الأرض لتفتخر على هذه فتقول: وطأ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن. وتقول له الأرض: والله لقد كنت اُحبّك وأنت تمشي على ظهري، فأمّا إذا وُلّيتك فستعلم ما أصنع بك فتفسح له مدّ بصره»(1).

 

4 ـ ارتباط أهل البرزخ بنا

 

يبدو أنّ عالم البرزخ باعتبار وسطيّته بين عالم الدنيا وعالم الآخرة ليس منقطعاً تمام الانقطاع عن عالم الدنيا، فقد يصل أهل البرزخ شيء من عالمنا وإن


(1) اُنظر الكافي 3: 129 ـ 130، باب ما يعاين المؤمن والكافر من كتاب الجنائز، الحديث 2.