المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

328

أصابته ضمّة. قال: فرجع رسول الله(صلى الله عليه وآله) ورجع الناس فقالوا له: يا رسول الله، لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد، إنّك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء. فقال(صلى الله عليه وآله): إنّ الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسّيت بها. قالوا: وكنت تأخذ يمنة السرير مرّة ويسرة السرير مرّة. قال: كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث يأخذ. قالوا: أمرت بغسله وصلّيت على جنازته ولحّدته في قبره ثُمّ قلت: إنّ سعداً قد أصابته ضمّة! قال: فقال(صلى الله عليه وآله): نعم إنّه كان في خلقه مع أهله سوء»(1).

وفي حديث آخر عن أبي بصير قال: «قلت لأبي عبدالله(عليه السلام): أيفلت من ضغطة القبر أحد؟ قال: فقال: نعوذ بالله منها، ما أقلّ من يفلت من ضغطة القبر! إنّ رقيّة لمّا قتلها عثمان وقف رسول الله(صلى الله عليه وآله) على قبرها فرفع رأسه إلى السماء، فدمعت عيناه وقال للناس: إنّي ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها واستوهبتها من ضمّة القبر. قال: فقال: اللهمّ هب لي رقيّة من ضمّة القبر. فوهبها الله له...»(2).

وفي صحيحة يونس قال: سألته عن المصلوب يعذّب عذاب القبر؟ قال: فقال: «نعم إنّ الله عزّ وجلّ يأمر الهواء أن يضغطه»(3).

وهناك روايات كثيرة تبيّن اُموراً تقتضي رفع ضمّة القبر عن الميّت من قبيل:

1 ـ ما ورد عن الصادق(عليه السلام): «من مات ما بين زوال الشمس يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة أعاذه الله تعالى من ضغطة القبر»(4).

2 ـ ما ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام): «من قرأ سورة النساء في كلّ جمعة أمن


(1) المصدر السابق: 220، الحديث 14.

(2) الكافي 3: 236، باب المسألة في القبر من كتاب الجنائز، الحديث 6.

(3) المصدر السابق: 241، الحديث 16.

(4) سفينة البحار: «قبر».