المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

327

 

3 ـ ضغطة القبر

 

إنّ ضغطة القبر هي أوّل شدّة من شدائد البرزخ على ما يبدو من بعض الأخبار، ففي الحديث عن الصادق(عليه السلام)عن أبائه(عليهم السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): «ضغطة القبر للمؤمن كفّارة لما كان منه من تضييع النعم»(1).

وفي حديث آخر: «إنّه ليس من مؤمن إلّا وله ضمّة»(2).

وفي حديث آخر عن عبدالله بن سنان عن الصادق(عليه السلام) «قال: اُتي رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقيل له: إنّ سعد بن معاذ قد مات. فقام رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقام أصحابه معه، فأمر بغُسل سعد وهو قائم على عضادة الباب، فلمّا أن حنّط وكفّن وحمل على سريره تبعه رسول الله(صلى الله عليه وآله) بلا حذاء ولا رداء، ثُمّ كان يأخذ يمنة السرير مرّة ويسرة السرير مرّة حتّى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله(صلى الله عليه وآله)حتّى لحّده وسوّى اللبن عليه وجعل يقول: ناولوني حجراً، ناولوني تراباً رطباً يسدّ به ما بين اللبن، فلمّا أن فرغ وحثا التراب عليه وسوّى قبره قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّي لأعلم أنّه سيبلى ويصل البلى إليه، ولكن الله يحبّ عبداً إذا عمل عملاً أحكمه. فلمّا أن سوّى التربة عليه قالت اُمّ سعد: يا سعد، هنيئاً لك الجنّة! فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا اُمّ سعد، مَهْ لا تجزمي على ربّك! فإنّ سعداً قد


(1) البحار 6: 221، الباب 8 من أبواب الموت وما يلحقه إلى وقت البعث، الحديث 16.

(2) المصدر السابق، الحديث 19.