المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

326

 

2 ـ البدن المثالي

 

إنّ المستفاد من بعض روايات البرزخ هو أنّ النفس تتعلّق بعد سلب البدن الدنيوي عنها بقالب مثالي يشبه القالب المادّي البحت، فتتعارف النفوس فيما بينها بذلك القالب، وبسببه يكون لها حظّ من المادّيّة ليست كمادّيّة البدن المفهومة لدينا هنا، ويتحقّق بذلك أخذ الحيّز والحلول في المكان والتحرّك وما إلى ذلك، ويجري لها ما يجري من الثواب والعقاب أو السؤال والجواب عن طريق القالب المثالي.

وكأنّ الثواب التامّ أو العقاب التامّ للنفس يتوقّف على امتلاك البدن المادّي التامّ، وبسلب البدن المثالي عنها بالنفخة الاُولى ينسلب عنها ما كان لها من الثواب والعقاب البرزخيين، وببعثها النهائي بالنفخة الثانية وإرجاع البدن المادّي البحت إليها في يوم القيامة يتحقّق لها الثواب التامّ أو العقاب التامّ.

وممّا يدلّ على هذا البدن المثالي أو القالب البرزخي صحيحة أبي ولاّد الحنّاط عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «قلت له: جعلت فداك، يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش فقال: لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير، ولكن في أبدان كأبدانهم»(1)، ومعتبرة أبي بصير قال: «قلت لأبي عبدالله(عليه السلام): إنّا نتحدّث عن أرواح المؤمنين أنّها في حواصل طيور خضر ترعى في الجنّة وتأوي إلى قناديل تحت العرش، فقال: لا، إذن ما هي في حواصل طير. قلت: فأين هي؟ قال: في روضة كهيئة الأجساد في الجنّة»(2).

 


(1) الكافي 3: 244، باب آخر في أرواح المؤمنين من كتاب الجنائز، الحديث 1.

(2) المصدر السابق: 245، الحديث 7.