المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

232

شذرات من أخلاق الرسول(صلى الله عليه وآله):

وما دمنا قد طرقنا باب أخلاقيّة الإسلام بمقدار ترطيب أناملنا ببحر الأخلاق الواردة في دين الإسلام، فلا بأس بأنّ نبلّلها مرّة اُخرى ببحر أخلاق رسول الله(صلى الله عليه وآله)الذي قال الله تبارك وتعالى بشأنه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم﴾(1)، ﴿فَبِمَا رَحْمَة مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين﴾(2)، ونذكر هنا مقتطفات من أخلاقه(صلى الله عليه وآله) الرفيعة والتي تمثّل أجلى صورة للأخلاق الإسلاميّة السامية:

الأوّل: حينما فتح مكّة عفا عن كلّ الأعداء ومجرمي الحروب التي شنّوها عليه(صلى الله عليه وآله)، ووقف ـ روحي فداه ـ قائماً على باب الكعبة فقال: «لا إله إلّا الله وحده، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ألا إنّ كلّ مال ومأثرة ودم يدّعى تحت قدميّ هاتين إلّا سدانة الكعبة وسقاية الحاج فإنّهما مردودتان إلى أهليهما... ألا لبئس جيران النبيّ كنتم، لقد كذّبتم وطردتم وأخرجتم وآذيتم، ثمّ ما رضيتم حتّى جئتموني في بلادي تقاتلوني! إذهبوا فأنتم الطلقاء». فخرج القوم وكأنّما نُشروا من القبور ودخلوا في الإسلام، وقد كان الله سبحانه أمكنه من رقابهم عنوةً، وكانوا له فيئاً، فلذلك سمّي أهل مكّة بالطلقاء(3).

 


(1) س 68 القلم، الآية: 4.

(2) س 3 آل عمران، الآية: 159.

(3) البحار 21: 105 ـ 106، الباب 26 من أبواب أحوال الرسول(صلى الله عليه وآله) من البعثة إلى نزول المدينة.