المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

226

فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون﴾(1)، و التنافس هنا ليس كالتنافس في اُمور الدنيا مثاراً للمشاكل لأنّ ازدياد أحد من تحصيل تلك النعم لا يَنقص شيئاً من الآخر.

الثاني: فتح بصيرة الإنسان على اللذائذ المعنويّة التي تفوق للعارف بها اللذائذ المادّيّة بمراتب لا تحصى، وتزيد تلك المراتب وتنقص بقدر زيادة العرفان في الإنسان ونقصانه.

وشرح ذلك يطول ولكنّنا نكتفي في ذلك بالإشارة إلى بعض النماذج من القرآن؛ لتكون خير شاهد على حلّ الإسلام لمشكلة الإنسانيّة المعذّبة بأرقى مستوى من مستويات الأخلاق وتهذيب النفوس:

 

الأوّل ـ شكر المنعم:

قال الله تعالى:﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾(2)، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَوَصَّيْنَا الاِْنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْن وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون﴾(3).

ولتوضيح رفعة التصوير القرآني لمسألة شكر المنعم ـ بما لا يصل إليه العقل البشري من دون الاستعانة بمبدأ الوحي وبالتربيّة القرآنيّة ـ نبرز هنا عدّة نكات:

 


(1) س 83 المطفّفين، الآية: 22 ـ 26.

(2) س 17 الإسراء، الآية: 23 ـ 24.

(3) س 31 لقمان، الآية: 14 ـ 15.