المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

223

تطبيق الإسلام بما فيها التطبيق المبارك الذي صار في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله).

ثانياً: إنّ الحكومة الإسلاميّة لم تكن مستقرّة وهادئة البال في كلّ هذه المرّات، بل كانت في جميعها مبتلاة بالحروب أو ـ على الأقلّ ـ المعارضات الطاحنة من قبل الأعداء، سواء في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو عهد عليّ(عليه السلام) في فترة حكمه وكذلك في العهد القصير للحسن(عليه السلام) وفي عهدنا في إيران الإسلام.

ثالثاً: إنّ التطبيق كان ناقصاً في جميع أعصر التطبيق بما فيها العصر الذهبي لتطبيق الإسلام في عهد رسول الله وقيادته، فصحيح أنّه كان معصوماً، ولكن المجتمع الذي كان على عاتقه نصرة القائد ودعمه والتعاضد معه في التطبيق لم يفعل ما كان عليه؛ ولهذا كثر المنافقون في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله): ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَاب عَظِيم * وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم﴾(1). ولو كانوا قد طبّقوا الإسلام يوم ذاك بشكل كامل لما كان من المعقول أن يحدّثنا التاريخ بارتداد الناس ـ إلّا نفراً قليلاً ـ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)عن الإسلام الذي اُكمل بالولاية: ﴿أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾(2).

والداء الذي سبّب هذا العذاب للبشريّة واضح، وهو مؤلّف من أمرين: أحدهما: محدوديّة وضيق النعم الدنيويّة وملاذّها في نظر هذا الإنسان الذي خلق هلوعاً بالرغم من أنّنا لو عددنا تلك النعم لا نحصيها، والثاني حبّ الذات في الإنسان ممّا أدّى إلى تكالبه على ما يمكن أن يقع بيديه من النعم واللذائذ المادّيّة، فمجموع هذين الأمرين هو الذي خلق هذا التنافس المحموم على


(1) س 9 التوبة، الآية: 101 ـ 102.

(2) س 3 آل عمران، الآية: 144.