المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

215

ومن الواضح أنّ دعوى الإسراء إلى المسجد الأقصى والرجوع منه في ليلة واحدة لو كانت كذباً لأمكنهم فضح النبيّ(صلى الله عليه وآله) بأسرع وقت بتوجيه أسئلة إليه يعجز عن الإجابة عنها؛ لأنّه لم يكن في حياته قد سافر إلى المسجد الأقصى، ولو أجاب عنها بإجابات كاذبة فما كان أسهل كشف كذبه.

وقد ورد أنه(صلى الله عليه وآله) أخبرهم عن رؤيته عيراً لهم في موضع كذا وكذا، وأنّ لهم ماء في آنية فشرب(صلى الله عليه وآله) منه وأراق الباقي، وقد كانوا أضلّوا بعيراً لهم فلمّا أخبرهم قالوا: حتّى تجيء العير ونسألهم عمّا قلت. فقال لهم رسول الله(صلى الله عليه وآله): وتصديق ذلك أنّ العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أحمر. فلمّا أصبحوا أقبلوا ينظرون إلى العقبة وهم يقولون: هذه الشمس تطلع الساعة. فبيناهم كذلك إذ طلعت العير مع طلوع الشمس يقدمها جمل أحمر، فسألوهم عمّا قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقالوا: لقد كان هذا، فقد ضلّ لنا جمل في موضع كذا وكذا ووضعنا ماءً وأصبحنا وقد اُريق الماء(1).

 

الثانية ـ انشقاق القمر:

قال تعالى:﴿بسم الله الرحمن الرحيم اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْر مُّسْتَقِرّ﴾(2).

ولا يمكن حمل الآية على شقّ القمر الذي يقال إنّه يقع بعنوان علامة على بدء القيامة ويكون من أشراطها، فإنّه لا معنى لافتراض حمل ذلك من قبل الكفّار على السحر، أو تكذيبهم لدين الإسلام، فالمقصود يقيناً هو الإعجاز الذي وقع في زمان رسول الله(صلى الله عليه وآله).

 


(1) تفسير كنز الدقائق 7: 304.

(2) س 54 القمر، الآية: 1 ـ 3.