المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

213

الحديبيّة، ولكن وقعت بعد ذلك قريباً في فتح خيبر، وعليه فهذا الدليل إشارة ثانية إلى أمر غيبيّ مستقبلي آخر وهو فتح خيبر.

 

3 ـ اختراع وسائل النقل الحديثة:

قال تبارك وتعالى: ﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفٌْ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَد لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُون﴾(1)، فإنّ هذه الآية تكون إخباراً عن اختراع وسائل النقل في زماننا بناءاً على ما قد يقال: من أنّ عطف قوله تعالى: ﴿وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُون﴾ على ما يركب قديماً من الخيل والبغال والحمير ـ التي وصفها الله تعالى بكونها وسائل السفر والنقل إلى ما لم نكن نبلغه إلّا بشق الأنفس ـ ظاهر في كون المقصود بما يخلق بعد ذلك ممّا لم تكن البشريّة تعلم به هو وسائل السفر والنقل الحديثة، أمثال السيّارات والطائرات ممّا لم يكن ممكناً توضيحه حتّى على مستوى التصوّر للبشريّة وقتئذ إلّا بمثل: ﴿وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُون﴾، وهذا لا يكون إلّا من قول إله نسبته إلى الماضي والحال والمستقبل سواء.

 

* * *

 


(1) س 16 النحل، الآية: 5 ـ 8.