المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

209

أخفضوا أصواتهم عنده وما يحدّون إليه النظر تعظيماً له. فرجع عروة إلى أصحابه وقال: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكاً قطّ يعظّمه أصحابه بمثل ما يعظّم أصحاب محمّد محمّداً، إذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلّموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون إليه النظر تعظيماً له، وإنّه قد عرض عليكم خطّة رشد فاقبلوها. فقال رجل من بني كنانه: دعوني آته. فلمّا أشرف عليهم قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): وهذا فلان وهو من قوم يعظّمون البدن فابعثوها له. واستقبله القوم يلبّون، فلمّا رآى ذلك قال لأصحابه: سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدّوا. فقام رجل يقال له مكرز بن حفص فقال: دعوني آته. فلمّا أشرف عليهم قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلّم النبيّ(صلى الله عليه وآله)، فبينا هو يكلّمه إذ جاء سهيل بن عمرو فقال(صلى الله عليه وآله): قد سهّل الله عليكم أمركم. فقال: اكتب بيننا وبينك كتاباً. فدعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)فقال له اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال سهيل: أمّا الرحمن فو الله ما أدري ما هو ولكن اكتب بسمك اللّهمّ. فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلّا بسم الله الرحمن الرحيم. فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): اكتب بسمك اللّهمّ، هذا ما قضى عليه محمّد رسول الله. فقال سهيل: لو كنّا نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمّد بن عبدالله. فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): إنّي رسول الله وإن كذّبتموني. ثمّ قال لعليّ(عليه السلام): امح رسول الله. فقال(عليه السلام): يا رسول الله، إنّ يدي لا تنطلق بمحو اسمك من النبوّة. قال له: فضع يدي عليها. فمحاها رسول الله(صلى الله عليه وآله)بيده.

ثمّ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا عليّ، إنّك أبيت أن تمحو اسمي من النبوّة، فوالذي بعثني بالحقّ نبيّاً لتجيبنّ أبناءهم إلى مثلها وأنت حضيض مضطهد. فلمّا كان يوم