المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

201

بالنسبة لما هو مرتبط مادّياً بأرضنا وهي ما يسمّى بالسماء الدنيا ـ أنّه ليس الأمر كذلك، بل كوكبنا وكباقي الكواكب بالقدر المكشوف لنا كلّها كرات سابحة في جوّ يبدو لنا أنّه غير متناه.

وبهذا أصبح معنى قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً﴾ أمراً غامضاً؛ إذ يقال: لا سقف لعالمنا وأرضناأو مجرّتنا أو المجرّات الملحوظة كي يكون محفوظاً أو غير محفوظ، فلابدّ من حمل الآية على معنى مجازي.

ولكن العلم كشف أخيراً عن أنّ أرضنا محفوفة بالهواء المسمّى بالغلاف الجوّي، وهو هواء رقيق أرقّ وأصفى من الهواء المألوف عندنا في مرافق الأرض، وهذا الغلاف بلغ من الضخامة مئات الكيلو مترات وهو متألّف من الهواء وبعض الغازات الاُخرى، وضخامته التي أشرنا إليها جعلته مقاوماً ومحفوظاً كسقف حديدي يبلغ نحو عشرة أمتار مثلاً، ليحفظ الأرض ومن عليها وما عليها من الأخطار النازلة والمتنوّعة:

فالأحجار المسمّاة بالشهب تنزل بأسرع ما يتصوّر إلى الأرض، وواحدة منها تكفي لهلاكنا أو هلاك قسم واسع من أرضنا، فكيف وعددها يبلغ يوميّاً الملايين على ما يقول العلماء؟ ولكنّها جميعاً تصطدم في طريقها بذاك الغلاف الجوّي الضخم وتحترق بذلك، إلّا بعض الأجزاء اليسيرة المتبقّية من بعض الأحجار الكبيرة، فتخرق هذا السقف، وتحقّق بعض التهديمات المهمّة في بعض نقاط الأرض، وكأنّ ذلك لإلفات نظرنا وتنبيهنا إلى الأخطار الحقيقيّة للشهب التي يحفظنا منها هذا السقف المحفوظ.

وكذلك يحفظنا هذا السقف المحفوظ من الأشعّة فوق البنفسجيّة الصادرة من الشمس ممّا لا تدرك بالبصر، ومقدارها الضئيل الذي يصلنا ينفعنا ويقتل كثيراً من الميكروبات الملوّثة للجوّ؛ لما له من التأثير المضادّ الحيويّ، ولكن الكثير