المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

200

واحدة ومن منبع واحد.

والواقع أنّ التضارب بين العلم والدين من المستحيلات؛ لأنّ خالق العلم ومنزّل الدين واحد وهو الله تعالى، أمّا الجواب على ما ذكرناهما من المثلين والمسموعين من بعض الأطبّاء فواضح:

أمّا المَثَل الأوّل فلأنّ فيه خلطاً بين الروح النباتيّة والتي تؤدّي إلى النموّ، والروح الحيوانيّة والتي تؤدّي إلى الحركات الإراديّة التي يتّصف بها الجنين عادة من بعد الأربعة أشهر.

وأمّا المَثَل الثاني فلأنّ فيه خلطاً بين تماثل الدّمين في الهويّة والعناصر التي يأتلف منها الدم، وفي منبع نزول الدم من ناحية وأسباب النزول من ناحية اُخرى، فسبب نزول دم الحيض سبب صحّي؛ ولهذا لا يعالجه الأطبّاء، وسبب نزول دم الاستحاضة سبب مرضي؛ ولهذا يحاول الطبيب معالجته، وسبب نزول الحيض هو التمزّق الدوري لغشاء الرحم، في حين أن سبب الاستحاضة كما قلنا انحراف المزاج، ونزول الحيض آيةٌ لقابليّة الحمل وليست الاستحاضة كذلك.

 

8 ـ السقف المحفوظ المسمّى اليوم بالغلاف الجوّي:

قال الله تعالى:﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُون﴾(1)، ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُون﴾(2).

كان الاعتقاد السائد قديماً هو أنّ السماوات كقشور البصل، فكأنّ كلّ سماء قشر كالقشور الأرضيّة، وبعضها منطبق على البعض، ثمّ انكشف ـ على الأقل


(1) س 21 الأنبياء، الآية: 32.

(2) س 6 الأنعام، الآية: 125.