المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

196

أكثر من مادّتين.

أو يفسّر بالاختلاط بين الاستعدادات الجسمانيّة والروحيّة الكامنة في نطفة الإنسان، ولعل ظهور الكلمة يكون في الخلط المادّي الفعلي.

أو يفسّر باختلاط أنواع المركّبات المعدنيّة وشبهها في النطفة، في حين أنّ هذا المعنى من الاختلاط لا يختصّ بالنطفة، بل يشمل جميع الموادّ الإنسانيّة والنباتيّة والأغذية والجمادات المركّبة.

ولكن قد كشف العلم بعد قرون متمادية عن كون المنيّ خليطاً من ترشّحات غدد عديدة في البدن، كالخصيتين وغدّة البروستات وغيرها.

قوله تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً﴾، قد يكون تقديم كلمة السميع على كلمة البصير إشارة إلى ما ثبت بعد حين لدى العلماء: من أنّ المولود يصبح قادراً على السماع في أوائل أيّام ولادته ـ ولعلّه من أوّل يوم ـ ولا يصبح قادراً على الرؤية إلّا بعد حين، أو إشارة على ما ثبت أيضاً بعد حين من أنّ تكوّن أساس الجهاز السمعي للجنين يكون قبل تكوّن أساس الجهاز البصري في الرحم.

وقال الله تعالى:﴿أَلَمْ نَخْلُقكُم مِّن مَّاء مَّهِين * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَار مَّكِين * إِلَى قَدَر مَّعْلُوم * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُون﴾(1)، وهذا ظاهر في أنّ خلق الإنسان من ماء مهين يكون أوّلاً قبل جعله في قرار مكين وهو الرحم، ثُمّ يجعل فور انعقاده في القرار المكين على ما هو ظاهر العطف بالفاء، وقد كشف العلم بعد قرون: عن أنّ انعقاد الجنين يتمّ أوّلاً بتلاقح المني والبُيَيضة خارج الرحم، ثمّ ينتقل فوراً بعد الانعقاد إلى الرحم.

قوله تعالى: ﴿فِي قَرَار مَّكِين﴾، وأيّ قرار أمكن وآمن من مقرّ الجنين الواقع


(1) س 77 المرسلات، الآية: 20 ـ 23.