المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

195

في قوله تعالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون﴾(1).

وقد كان يفسّر ذلك بمعنى خلق كلّ صنفين متقابلين كالليل والنهار، أو النور والظلمة، أو البحار والبراري، أو الشمس والقمر، أو الحرب والصلح، أو ما إلى ذلك، وأنت ترى أنّ هذا ـ مضافاً إلى عدم شموليته لكلّ شيء ـ تفسير واه؛ إذ لا نكتة لتركيز الكلام على الزوجيّة في ذلك، وليس مجرّد المقابلة بين أمرين تنسّب إطلاق الزوج عليهما هنا في حين أنّ العلم أثبت أخيراً تركيب كلّ مادّة من ذرّات، واشتمال كلّ ذرّة على نواة حولها الكترونات ذات شحنات سالبة تدور بسرعة كبيرة، مع احتواء النواة على بروتونات تحمل شحنات موجبة بمقدار شحنة الالكترونات السالبة، والجذب الموجود بينهما وتكميل أحدهما للآخر ممّا ينسّب افتراض أحدهما زوجاً للآخر وليس مجرّد المقابلة، وهذه قاعدة عامّة في جميع الموادّ بلا استثناء.

 

7 ـ بعض تطوّرات الجنين:

قال الله تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الاِْنسَانَ مِن نُّطْفَة أَمْشَاج نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً﴾(2).

قوله تعالى: ﴿أَمْشَاج﴾ جمع مشج أو جمع مشيج بمعنى المختلط، كان يفسّر بالاختلاط بين منيّ الرجل وبُيَيضة المرأة(3)، ولكن لعلّ صيغة الجمع تشير إلى


(1) س 51 الذاريات، الآية: 49.

(2) س 76 الإنسان، الآية: 2.

(3) بل وحتّى هذا الاختلاط في خلقة الجنين لم يكن معروفاً في زمن رسول الله(صلى الله عليه وآله)بالأخص في ذاك المجتمع الجاهلي، وكان الاعتقاد السائد أنّ الولد للأب فقط، وأنّ الاُمّ حكمها حكم القدر الذي يطبخ فيه الطعام، وكان يقال:

بنونا بنو أبنائنا وبناتنا
بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد