المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

194

فرأوا أنّ الجبال هي التي هدّأت الأرض في مقابل الحركات والزلازل، سواء التي قد تنشأ من حرارة مركز الأرض وضغطها على قشر الأرض، أو التي يمكن أن تنشأ من الجزر والمدّ الناتجين من جاذبيّة بعض الكواكب الاُخرى كالشمس والقمر، أو التي يمكن أن تنشأ على أثر اصطكاك الأرض بما حولها من الهواء نتيجة حركتها الدائرة حول نفسها، لولا أنّ الجبال تحرّك ـ كما قالوا ـ الهواء من حول الأرض بما يوازي حركة الأرض فلا يتحقّق الاصطكاك بينهما.

 

6 ـ الزوجية في النباتات:

ففي الوقت الذي لم يكن يعرف أحد الزوجيّة في النباتات ـ اللّهم إلّا في النخل الذي شاع تلقيحه عندهم ـ قال القرآن:

﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْج كَرِيم﴾(1)، ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْج كَرِيم﴾(2)، ﴿وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْج بَهِيج﴾(3)، ﴿وَتَرَى الاَْرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْج بَهِيج﴾(4)، ﴿وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَات شَتَّى﴾(5).

وقد كان يحمل التعبير بالزوج في هذه الآيات على تعدد الأصناف، إلى أن اكتشف العلم شمولية قانون الزوجيّة من الذكر والاُنثى للنبات والتلقيح فيها ولو بسبب الحشرات تارة، وبسبب الريح اُخرى، ولعلّه المقصود بقوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِح﴾(6).

بل ذهب القرآن إلى أكثر من ذلك وثبّت الزوجيّة لكلّ شيء حتّى الجمادات


(1) س 31 لقمان، الآية: 10.

(2) س 26 الشعراء، الآية: 7.

(3) س 50 ق، الآية: 7.

(4) س 22 الحج، الآية: 5.

(5) س 20 طه، الآية: 53.

(6) س 15 الحجر، الآية: 22.