المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

182

بإناء يدار حول اليد التي تمسكه بخيط متّصل بينهما.

وقد اكتشف العلماء ذلك بعد قرون من نزول القرآن وبمستوى الحسّ الذي لا ينكر، والقرآن سبقهم بقرون في قوله عزّ وجلّ: ﴿اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَد تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَل مُّسَمًّى﴾(1)، وهذه الآية تدلّ بوضوح على وجود عَمد غير مرئي بين السماء والأرض، وهذا ينطبق على الجاذبة والدافعة أو تعادلهما.

وقد ورد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام) قال: «قلت له: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ:﴿وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُك﴾(2)، فقال: هي محبوكة إلى الأرض. وشبك بين أصابعه، فقلت: كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله يقول: رفع السماء بغير عمد ترونها؟ فقال: سبحان الله! أليس الله يقول: ﴿بِغَيْرِ عَمَد تَرَوْنَهَا﴾؟ قلت: بلى، فقال: ثَمّ عمد ولكن لا ترونها ...»(3).

وعن الصادق(عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين(عليه السلام): هذه النجوم التي في السماء مدائن مثل المدائن التي في الأرض، مربوطة كلّ مدينة إلى عمود من نور»(4).

 

2 ـ حركة الأرض:

وقد اكتشفها العالم الإيطالي المعروف غاليلو، فعارضته الكنيسة ولاحقته حتّى حكمت عليه بالإعدام بعد سجن طويل؛ ولأجل ذلك كان العلماء يكتمون


(1) س 13 الرعد، الآية: 2.

(2) س 51 الذاريات، الآية: 7، والحُبُك: الطُرُق.

(3) تفسير البرهان 2: 278.

(4) سفينة البحار 8: 195، وقد مضى هذا البحث ضمن برهان النظم لإثبات وجود الله سبحانه وتعالى.