المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

178

إليه نظرة فجازه، فلمّا كان في الشوط الثاني قال في نفسه: ما أجد أجهل منّي! أيكون مثل هذا الحديث بمكّة فلا أتعرّفه حتّى أرجع إلى قومي فاُخبرهم؟! ثمّ أخذ القطن من اُذنيه ورمى به، وقال لرسول الله(صلى الله عليه وآله): أنعم صباحاً. فرفع رسول الله(صلى الله عليه وآله)رأسه إليه وقال: قد أبدلنا الله به ما هو أحسن من هذا تحيّة أهل الجنّة: السّلام عليكم، فقال له أسعد: إنّ عهدك بهذا لقريب، إلى مَ تدعو يا محمّد؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلّا الله وأ نّي رسول الله وأدعوكم إلى: ﴿أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَق نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون﴾(1). فلمّا سمع أسعد هذا قال له: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله، يا رسول الله بأبي أنت واُمّي أنا من أهل يثرب من الخزرج، وبيننا وبين إخوتنا من الأوس حبال مقطوعة، فإن وصّلها الله بك، ولا أجد أعزّ منك، ومعي رجل من قومي فإن دخل في هذا الأمر رجوت أن يتمّم الله لنا أمرنا فيك، والله يا رسول الله، لقد كنّا نسمع من اليهود خبرك، ويبشّروننا بمخرجك ويخبروننا بصفتك، وأرجو أن يكون دارنا دار هجرتك عندنا، فقد أعلمنا اليهود ذلك، فالحمد لله الذي ساقني إليك، والله ما جئت إلّا لنطلب الحلف على قومنا، وقد آتانا الله بأفضل ممّا أتيت له.

 


(1) س 6 الأنعام، الآية: 151 ـ 152.