المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

176

قال هشام: وفي هذه الأثناء مرّ عليهم جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) وقرأ: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِيراً﴾(1)»(2).

2 ـ ويروى «أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لمّا اُنزل عليه ﴿حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَاب﴾(3) قام إلى المسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته، فلمّا فطن النبيّ(صلى الله عليه وآله) لاستماعه لقراءته أعاد قراءة الآية. فانطلق الوليد حتّى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال: والله! لقد سمعت من محمّد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجنّ، وإنّ له لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنّ أعلاه لمثمر، وإنّ أسفله لمغدق، وإنّه ليعلو وما يعلى عليه. ثمّ انصرف إلى منزله، فقالت قريش: صبأ والله الوليد، والله لتصبأنّ قريش كلّهم. وكان يقال للوليد: ريحانة قريش، فقال لهم أبو جهل: أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزيناً، فقال: ما لي أراك حزيناً يابن أخي؟ قال: هذه قريش يعيبونك على كبر سنّك ويزعمون أنّك زيّنت كلام محمّد، فقام مع أبي جهل حتّى أتى مجلس قومه فقال: تزعمون أنّ محمّداً مجنون، فهل رأيتموه يخنق قَطّ؟! فقالوا: اللّهم لا. قال: أتزعمون أنّه كاهن، فهل رأيتم عليه شيئاً من ذلك؟ قالوا: اللّهم لا. قال: أتزعمون أنّه شاعر، فهل رأيتموه أنّه ينطق بشعر قَطّ؟! قالوا: اللّهم لا. قال: أتزعمون أنّه كذّاب، فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب؟ فقالوا: اللّهم لا، وكان يسمّى الصادق الأمين قبل النبوّة من صدقه، فقالت قريش للوليد: فما هو؟ فتفكّر في نفسه ثمّ نظر وعبس فقال: ما هو إلّا ساحر ما رأيتموه


(1) س 17 الإسراء، الآية: 88.

(2) پيام قرآن 8: 90 ـ 92.

(3) س 40 غافر، الآية: 1 ـ 3.