المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

175

5 ـ ﴿أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيث مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ﴾(1).

وقد ورد في التاريخ:

1 ـ روي عن هشام بن الحكم: «أنّ ابن أبي العوجاء وأبا شاكر الديصاني و عبدالملك البصري وابن المقفّع اجتمعوا لدى بيت الله الحرام، وكانوا يستهزئون بالحجّاج ويطعنون على القرآن، فقال ابن أبي العوجاء: فليعارض كلّ واحد منّا ربع القرآن، ولنجتمع هنا في العام القابل في هذا المكان، وبه نبطل الإسلام ونبوّة محمّد، فافترقوا ثمّ اجتمعوا في مثل ذلك اليوم من العام الماضي لدى بيت الله الحرام، فقال ابن أبي العوجاء: إنّني منذ أن فارقتكم فكّرت في معارضة الآية: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً﴾(2) فعجزت عن ذلك، وقال عبد الملك: إنّني منذ أن فارقتكم فكّرت في معارضة الآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب﴾(3) فعجزت عن ذلك، وقال أبو شاكر: إنّني منذ أن فارقتكم فكّرت في معارضة الآية: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾(4) فعجزت عن ذلك، وقال ابن المقفّع: يا قوم، إنّ هذا القرآن ليس من سنخ كلام البشر فإنّني منذ أن فارقتكم فكّرت في معارضة الآية: ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِين﴾(5) فعجزت عن ذلك.


(1) س 52 الطور، الآية: 33 ـ 34.

(2) س 12 يوسف، الآية: 80.

(3) س 22 الحجّ، الآية: 73.

(4) س 21 الأنبياء، الآية: 22.

(5) س 11 هود، الآية: 44.