المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

170

المستوى إلّا بالعصمة، فيكون عدم منحهم العصمة من قبل الله تعالى نقضاً للغرض، ونقض الغرض من قبل الله تعالى مستحيل.

وأيضاً لايمكن للأنبياء أن يكونوا قدوة عمليّين للبشر بشكل كامل إلّا بالعصمة، كما أنّه لا يمكن للفقهاء أن يكونوا قدوة عمليّين بالمستوى المترقّب منهم إلّا بالعدالة.

البرهان الثالث: التمسّك بقوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين﴾(1)، فانّه لا شكّ في أنّ النبوّة مصداق بارز من مصاديق عهد الله تعالى، ولا شك في أنّ المعصية ظلم، ولا إشكال في أنّ مناسبة الحكم والموضوع وجلالة مقام النبوّة تعطيان للكلام ظهوراً في كون المقصود بعنوان الظالم التلبّس بمبدأ الظلم ولو آناً مّا، فظهور الكلام في المقارنة بين الحكم والوصف العنواني أو كون المشتق حقيقة في المتلبّس بالفعل بحثان بعيدان عن مورد هذه الآية المباركة بالخصوص.

 

 

 

 

 


(1) س 2 البقرة، الآية: 124.