المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

168

وحبّ الأب أو الاُمّ للطفل قد يصل إلى مستوى لا يتصوّر مخالفته لما يهواه الطفل إلّا لمصلحة نفس الطفل، فكيف بحبّ الله تعالى الجامع لصفات الجمال والجلال؟!

والمرويّ عن إمامنا زين العابدين(عليه السلام) أنّه قال: «إلهي، مَنْ ذا الَّذِي ذَاقَ حَلاوَةَ محبَّتكَ فَرَامَ مِنْكَ بَدَلاًَ؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي أنِسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغَى عَنْكَ حِوَلاًَ؟»(1)، وعن الصادق(عليه السلام) أنّه قال:

تعصي الإله وأنت تظهر حبّه
هذا محال في الفعال بديع
لو كان حبّك صادقاً لأطعته
إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع(2)
 

 

4 ـ من براهين العصمة:

البرهان الأوّل: قلنا: إنّ اكتناه عظمة الربّ بالمقدار الممكن للإنسان المخلوق يكون مانعاً قطعيّاً عن المعصية، وكذلك اكتناه حقيقة المعصية وقذارتها ونجاستها ودناءتها، وكلا هذين الأمرين موجودان لدى كلّ نبيّ يوحى إليه؛ لأنّ مقام الوحي هو أعلى مقام من مقامات الاقتراب إلى الربّ والاطّلاع على عظمته؛ ولذا ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «يا عليّ، ما عرف الله حقّ معرفته غيري وغيرك»(3). وأيضاً الوحي أعلى مقام من مقامات كشف الحقيقة لا يناله عقل


(1) الصحيفة السجّاديّة: مناجاة المحبّين.

(2) البحار 70: 15، الباب 43 من أبواب الايمان والكفر، الحديث 3.

(3) البحار 39: 84، وعليّ(عليه السلام) وإن لم يكن يوحى إليه، ولكنّه قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) بشأنه: «إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلّا أنّك لست بنبيّ ولكنّك لوزير، وإنّك لعلى خير». راجع نهج البلاغة، الخطبة 192، فضل الوحي.