المولفات

المؤلفات > الفتاوى الواضحة

593

الدنيا، وإنّ الصلاة وفادة على الله تعالى، وإنّ العبد قائم فيها بين يدي الله تعالى. فمن الجدير به أن يكون قائماً مقام العبد الذليل، الراغب الراهب، الراجي الخائف، المسكين المتضرّع.

وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا قام في الصلاة كأنّه ساق شجرة لا يتحرّك منه إلّا ما حرّكت الريح منه(1).

وكان الباقر والصادق (عليهما السلام) إذا قاما إلى الصلاة تغيّرت ألوانهما، مرّةً حمرة، ومرّةً صفرة؛ وكأنّهما يناجيان شيئاً يريانه(2).

ويحسن بالمصلّي حين يبدأ صلاته فيقول: « الله أكبر » أن يملأ ذهنه بمعطيات هذه الكلمة، فيتضاءل في نفسه كلّ ما تمثّله الدنيا من آمال وأمجاد وقوى. وينبغي له حين يقول: « إيّاك نعبد وإيّاك نستعين » أن يكون صادقاً مع ربّه، فلا يعبد هواه، ولا يستعين بغير مولاه.

 


(1) وسائل الشيعة 4: 685، الباب 2 من أبواب أفعال الصلاة، الحديث 3.
(2) اُنظر بحار الأنوار 81: 248، ذيل الحديث 39 عن فلاح السائل.