المولفات

المؤلفات > الفتاوى الواضحة

515

به، فإنّه لا يجب والحالة هذه أن يحرص على استقبال القبلة (1).

وأمّا إذا صلّى النافلة وهو مستقرّ وليس في حالة مشي ولا في واسطة نقل متحرّكة فليس من المعلوم أن تصحّ صلاته إلّا إذا استقبل القبلة، كما يفعل في صلاة الفريضة تماماً.

كيف تُعيّن القبلة؟

(3) من الواضح أنّ المتواجد على مقربة من الكعبة الشريفة ـ كالمصلّي في المسجد الحرام الذي تقع الكعبة في وسطه ـ يمكنه أن يعيّن القبلة بسهولة ويستقبلها، ويتحقّق استقباله لها بمواجهته لها.

وأمّا إذا ابتعد المصلّي عن الكعبة كثيراً فيواجه شيئاً من الصعوبة في تعيين القبلة، وكلّما ابتعد أكثر ازدادت الصعوبة.

فالعراقي ـ مثلا ـ الذي يصلّي في بلده يواجه هذه الصعوبة، ومن أجل تذليلها اعتمد الناس هنا فترةً من الزمن على البوصلة التي تحتوي على مؤشّر مغناطيسيّ يحدّد نقطتي الجنوب والشمال، فيتعرّف في ضوء ذلك على جهة


(1) وأظنّ أنّ المقصود بروايات الباب هو التسهيل على مصلِّي صلاة النافلة لدى السير من ناحيتين:
إحداهما: تحوّل جهته بين حين وحين نتيجة السير من القبلة إلى غيرها، فيصعب عليه الالتزام بالقبلة.
والثانية: جهله في كثير من الأحيان في حالة السير بالقبلة ممّا يصعّب أيضاً التقيّد بالقبلة.
وكلّ هذا لا يعني جواز اتجاهه عمداً إلى غير القبلة فيما لو علم بها وكانت القبلة صدفةً بنفس الاتجاه الذي يتطلّبه سيره.