المولفات

المؤلفات > الفتاوى الواضحة

11

تمهيـد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

طلب منّي بعض العلماء الأعلام وعدد كبير من طلبتنا ومن سائر المؤمنين أن نقتدي بعلمائنا السابقين، ونقتفي آثارهم الشريفة في موضوع يزداد أهمّيةً يوماً بعد يوم، وهو أنّهم كانوا قد اعتادوا أن يُقرِنوا إلى رسائلهم العملية أو يقدّموا لها مقدّمة موجزة تارةً وموسعة اُخرى لإثبات الصانع والاُصول الأساسية للدين. لأنّ الرسالة العملية تعبير اجتهادي عن أحكام الشريعة الإسلامية التي أرسل الله سبحانه وتعالى خاتم الأنبياء بها رحمة للعالمين، وهذا التعبير يرتكز أساساً على التسليم بتلك الاُصول، فالإيمان بالله المرسِل وبالنبي الرسول وبالرسالة التي اُرسل بها يشكّل القاعدة لمحتوى أيّ رسالة عملية والدليل على الحاجة إليها.

وقد استجبت لهذا الطلب شعوراً منّي بأنّ في ذلك رضا الله سبحانه وتعالى، وبأنّ الحاجة التي يعبّر عنها كبيرة، ولكنّي واجهت السؤال التالي. بأيّ اُسلوب سأكتب هذه المقدّمة؟ وهل اُحاول أن تكون في الوضوح والتبسيط بنفس الدرجة التي عرضتُ بها «الفتاوى الواضحة» في هذا الكتاب. ليفهمه كلّ من يفهم الحكم الشرعي من تلك الفتاوى؟ وقد لاحظت أنّ هناك فارقاً أساسياً بين هذه المقدّمة المقترحة وبين «الفتاوى الواضحة»، فإنّ الفتاوى مجرّد عرض لأحكام ولنتائج