495

ثانيها: أن تكتمل سورة على الأقل في كلّ ركعة (1).

ثالثها: أنّه متى ختم السورة قبل الركوع الرابع وجب عليه في الركوع الذي يأتي أن يستأنف قراءة الفاتحة.

رابعها: أن لا يترك شيئاً من السورة ناقصاً عندما يريد أن يركع الركوع الخامس (2).

وتخضع صلاة الآيات لنفس الشروط العامّة التي يجب توفّرها في كلّ صلاة فريضة من استقبال القبلة والتستّر وغيرها على ما يأتي.

وقتها:

(198) صلاة الكسوفين ـ أي صلاة الكسوف وصلاة الخسوف ـ مؤقّتة، ويمتد وقتها من الشروع في الحادث إلى تمام الانجلاء (3)، وعليه تجوز المبادرة إلى هذه الصلاة بابتداء الكسوف والخسوف، وتتضايق كلّما أوشك الانجلاء على



عندنا اليوم تسميته بآية والذي يفصل بينها وبين مقطع آخر في الكتابات المتعارفة للقرآن بعلامة مخصوصة فلم أعرف دليله.
(1) الظاهر جواز تقسيم سورة واحدة على كلتا الركعتين، فلو لم تكتمل السورة قبل ركوع العاشرة لم يجب أصلاً تكرار الفاتحة. ولكنّ الأحوط استحباباً أن يقرأ في كلّ ركعة من الركعتين فاتحةً وسورةً كاملة.
(2) عرفت جواز توزيع السورة بشكل تتمّ عندما يريد أن يركع الركوع العاشر، أي الخامس من الركعة الثانية.
(3) ولا بأس بإيقاع شيء يسير منها بعد تمام الانجلاء.
496

التمام، والأولى الشروع في الصلاة من حين الحدوث، ولا يجوز للمكلف أن يؤخّرها إلى أن لا يبقى من وقتها إلّا ما يتّسع لركعة واحدة فقط، ولكن لو فعل ذلك آثماً أو معذوراً وجبت عليه المبادرة فوراً، ويدرك حينئذ وقتها بإدراك ركعة منه، كالصلاة اليومية.

(199) والصلاة للأخاويف السماوية مؤقّتة بمدّة تواجد تلك الحادثة السماوية المخيفة، وإذا كان زمان الحادثة قصيراً جدّاً على نحو لا يسع للإتيان بالصلاة ضمنه فلا يجب شيء (1)، وإذا كان زمانها طويلا يتّسع لصلوات متعدّدة لم تجب المبادرة لحظةَ وقوع الحادثة، وإن كان ذلك أولى وأحسن.

(200) وأمّا صلاة الزلزال فالأجدر بالمكلف وجوباً واحتياطاً أن يبادر إليها عند حصول الزلزلة، فإذا لم يبادر إلى ذلك معذوراً أو آثماً إلى أن مرّ زمن لم تعد الصلاة فيه صلاةً عقيب الزلزلة عرفاً إذا حصل ذلك فالأجدر بالمكلف وجوباً واحتياطاً أن يصلّي صلاة الزلزلة أيضاً؛ ناوياً الخروج عن العهدة، دون أن يعيّن الأداء أو القضاء، وتجب عليه حينئذ المبادرة.

وقد تسأل: بالنسبة إلى صلاة الكسوفين ـ الكسوف والخسوف ـ وصلاة الأخاويف السماوية بعد أن مرّ بنا أنّها مؤقّتة وتقول: إذا اتّسع وقت الكسوفين أو وقت الظلمة السماوية للصلاة ولم يصلّ المكلّف فهل يجب عليه القضاء، أو لا شيء عليه ؟



(1) بل يجب على الأحوط وإن اضطرّ إلى إيقاع قسم من الصلاة بعد انتهاء الآية.

نعم، لو كانت مدّة الآية قصيرةً إلى حدٍّ لا يمكن وقوع جزء من الصلاة فيها أيضاً لاحتياجها في العادة إلى مقدّمات التطهير مثلاً، أو لكون مدّة الآية لحظةً أو لحظتين ـ مثلاً ـ لم تجب الصلاة.

497

والجواب: أنّ حكم ذلك يأتي في باب القضاء، وموجزه: أنّه لا يجبالقضاء إلّا في حالات معيّنة (1).

 

2 ـ صلاة العيدين: الفطر والأضحى

 

(201) للمسلمين عيدان كبيران من أهمّ أعياد الإسلام، هما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بصلاة خاصّة في هذين العيدين تسمّى بصلاة العيد.

ويجب الحضور لإقامتها إذا أقامها جماعة الإمام العادل (2)، كما تقدم في الفقرة (1) من الفصل الأول من فصول الصلاة. وفي غير هذه الحالة تستحبّ، وفي حالة الاستحباب يجوز أن يؤديّها الإنسان بصورة منفردة (فرادى). كما يجوز أن يؤديّها ضمن صلاة الجماعة (3).

وإذا اُقيمت جماعةً فلا يشترط عدد خاصّ في الجماعة، كما لا مانع من تعدّدها ولو في أماكن متقاربة، خلافاً لصلاة الجمعة.

 


(1) يجب قضاء صلاة الكسوف والخسوف، إلّا إذا كان الانكساف ناقصاً ولم يطّلع عليها المكلّف إلّا بعد تمام الانجلاء، والأحوط الإتيان بالصلاة للآيات الاُخرى بعد انتهائها من دون نيّة القضاء والأداء ومع المبادرة العرفيّة كي يصدق عرفاً انتسابها إلى تلك الآية، وإذا حصل التأخير المديد عذراً أو عصياناً بقي القضاء موسّعاً.
(2) يقصد: السلطان العادل، أو من يمثّله.
(3) عبارة المتن لا تدلّ على أكثر من التخيير بين الفرادى والجماعة، ولا تدلّ على استحباب الجماعة، ولكنّ الظاهر استحبابها ولعلّه المقصود.
498

والمسافر الذي يقصّر صلاته لاتجب عليه صلاة العيد في أيّ حال من الأحوال، سواء أقامها الإمام العادل أم لا، ولكنّها مستحبّة منه؛ ويحسن به أداؤها على أيّ حال(1).

كيفيتها:

(202) وصلاة العيد ركعتان، كصلاة الصبح، وقد مرّت بنا الصورة العامّة للصلاة المكوّنة من ركعتين، ولكن يضاف في صلاة العيد إلى تلك الصورة العامّة أشياء.

والصورة الفضلى لأداء صلاة العيد وما فيها من الأشياء الإضافية: أن يكبّر المصلّي في الركعة الاُولى بعد القراءة ـ أي بعد الفاتحة والسورة التي عقيبها ـ خمس تكبيرات، ويقنت عقيب كلّ تكبيرة، فيدعو الله ويمجّده بما يحسن، ثمّ يكبّر بعد القنوت الخامس مقدّمةً للهوي إلى الركوع، وبعد ذلك يركع ويواصل ركعته، ثمّ ينهض للركعة الثانية، وبعد القراءة من الركعة الثانية يكبّر أربع تكبيرات، ويقنت بعد كلّ تكبيرة، ثمّ يكبّر بعد ذلك مقدّمةً للهوي إلى الركوع، فيركع ويواصل ركعته إلى أن يفرغ من صلاته.

وعلى المصلّي في القنوت الأخير من كلّ ركعة أن يأتي به باحتمال كونه


(1) وعلى هذا الأساس لا تعتبر صلاة العيد من الصلوات التي تقصّر بالسفر؛ لأنّ القصر يعني تخفيف الصلاة، كما في صلوات الظهر والعصر والعشاء؛ إذ تصبح ركعتين، أو عدم كونها مطلوبةً ومشروعةً رأساً، كما في نوافل الظهر والعصر.(منه (رحمه الله)).
499

مطلوباً شرعاً (1).

(203) ويجوز للمصلّي أن يقتصر على ثلاث تكبيرات في كلٍّ من الركعتين بعد القراءة، ويقنت عقيب كلّ واحدة من التكبيرات الثلاث قنوتاً على ما تقدم.

(204) والأفضل استحباباً للمصلّي أن يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الاُولى سورة « الشمس »، السورة « 91 » في المصحف الشريف، ويقرأ بعد الفاتحة في الركعة الثانية سورة « الغاشية »، وهي السورة « 88 » في المصحف الشريف.

(205) ويستحبّ للمصلّي إذا قنت أن يدعو بالمأثور، وهو ما يلي:

« اللهمّ أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت، وأهل العفو والرحمة، وأهل التقوى والمغفرة، أسألك في هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً، ولمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ذخراً ومزيداً، أن تصلّي على محمّدوآل محمّد؛ كأفضل ما صلّيت على عبد من عبادك، وصلّ على ملائكتك ورسلك، واغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياءِ منهم والأموات.اللهمّ إنّي أسألك خير ما سألك عبادك الصالحون، وأعوذ بك من شرّ ما استعاذ بك منه عبادك المخلصون ».

وإذا لم يكن المصلّي يحفظ نصّ هذا الدعاء فلا مانع من أن يفتح كتاباً في أثناء الصلاة ويقرأه فيه.

(206) ويستحبّ إذا اُقيمت صلاة العيد جماعةً أن يخطب الإمام بعد الصلاة بخطبتين، يفصل بينهما بجلسة خفيفة، كما تقدم في خطبة صلاة الجمعة.

 


(1) يعني أن لا يأتي بالقنوت بعد التكبير الخامس في الركعة الاُولى والرابع في الثانية بنيّة الورود، ولكن لا يبعد لدينا ثبوت استحبابه.
500

(207) وإذا صلّى الإنسان صلاة العيد مأموماً سقطت عنه قراءة الفاتحة والسورة، وبقي عليه سائر الأشياء.

(208) وليس في هذه الصلاة أذان ولا إقامة، بل يستحبّ أن يقول المؤذّن لها: « الصلاة » يكّرر ذلك ثلاث مرّات.

(209) ووقت هذه الصلاة من طلوع الشمس إلى الظهر (الزوال)، وإذا فاتت فلا قضاء لها بعد ذلك (1).

(210) ومن آدابها المستحبّة: الغسل قبلها، والجهر فيها بالقراءة، ورفع اليدين حال التكبيرات.

 

3 ـ صلاة الطواف

 

(211) وهي الصلاة التي يصلّيها الإنسان بعد إنهاء طوافه حول الكعبة الشريفة، وقد شرحنا أحكامها مفصّلا في مناسكنا « موجز أحكام الحجّ »، وتأتي الإشارة إلى أحكامها أيضاً في فصل الحجّ والعمرة من هذا الكتاب.

 

4 ـ صلاة الوحشة

 

(212) وتسمّى « صلاة الهديّة » للميّت أو لقبره، وهي مأثورة في


(1) هذا ناظر إلى حكم الفرد الذي فاتته الصلاة بما هو هو وبقطع النظر عن فرض ما لو أقام السلطان أو نائبه الصلاة من الغد، فهذا لا ينافي ما ورد من أنّه لو شهد الشاهدان عند الإمام أنّهما رأيا الهلال منذ ثلاثين يوماً وكانت شهادتهما بعد زوال الشمس أمر الإمام بإفطار ذلك اليوم وأخّر الصلاة إلى الغد فصلّى بهم.
501

الروايات (1)، ووقتها ليلة الدفن بكاملها.

وكيفيتها:

أنّها كصلاة الصبح ركعتان، يقرأ في الاُولى الفاتحة وآية الكرسي، ابتداءً من الآية « 255 » من سورة البقرة ﴿الله لا إله إلّا هو...﴾ إلى نهاية الآية « 257 » ﴿اُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾. ويقرأ في الركعة الثانية الفاتحة وسورة القدر عشر مرّات، وبعد أن يفرغ المصلّي من الصلاة يقول: « اللهمّ صلّ على مُحمَد وآلِ مُحَمد وابعَثْ ثَوابَها إلى قَبرِ فلان »، ويسمّي اسم الميّت.

وفي رواية اُخرى: أنّه يقرأ بعد الفاتحة من الركعة الاُولى سورة التوحيد مرّتين، ويقرأ بعد الفاتحة من الركعة الثانية سورة التكاثر عشر مرّات، ويدعو بعد الصلاة بما تقدم.

ويسوغ الاستئجار لأداء هذه الصلاة إذا توفّرت في الأجير نية القربة بالمعنى المتقدم في الفقرة (21) من أحكام عامّة للعبادات.

 

5 ـ صلاة أوّل يوم من الشهر

 

(213) ومن المأثور صلاة أوّل يوم من كلّ شهر، وهي ركعتان، يقرأ في الاُولى بعد الفاتحة سورة التوحيد ثلاثين مرّة، وفي الثانية بعد الفاتحة سورة القدرثلاثين مرّة، ثمّ يتصدّق بما تيسّر، ويستحبّ بعد الفراغ من الصلاة قراءة الآيات الكريمة التالية:

 


(1) فيؤتى بها بنيّة الرجاء، أو بنيّة العمل بأخبار من بلغ، وكذا الحال في ما سيأتي في المتن من صلاة أوّل يوم من الشهر.
502

﴿بسم الله الرحمن الرحيم * وما من دابّة في الأرض إلّا على اللهِ رزقُها ويعلم مستقرَّها ومستودَعَها كلٌّ في كتاب مبين﴾(1).

﴿بسم الله الرحمن الرحيم * وإن يَمْسَسْكَ اللهُ بضُرٍّ فلا كاشفَ له إلّا هُوَ وإنْ يُرِدْكَ بخير فلا رادَّ لفضلِه يُصيبُ بِهِ مَن يشاء من عباده وهو الغفورُ الرحيم﴾(2).

﴿وإن يَمْسَسْكَ اللهُ بضُرٍّ فلا كاشفَ له إلّا هُوَ وإنْ يَمْسَسْكَ بخير فهو على كلّ شيء قدير﴾(3).

﴿بسم الله الرحمن الرحيم * سيجعلُ اللهُ بعد عُسر يُسراً﴾(4)، ﴿ما شاءَ هُ لا قوّةَ إلّا بالله﴾(5)﴿حسبُنا اللهُ ونعم الوكيل﴾(6)﴿واُفوِّضُ أمري إلى اللهِ إنَّ الله بصيرٌ بالعبادِ﴾(7)﴿لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنِّي كُنتُ من الظالمين﴾(8)﴿رَبِّ إنِّي لِمَا أنزلتَ إليَّ من خير فقيرٌ﴾(9)، ﴿رَبِّ لا تذَرْني فرداً وأنتَ خيرُالوارِثين﴾(10).

 


(1) هود: 6.
(2) يونس: 107.
(3) الأنعام: 17.
(4) الطلاق: 7.
(5) الكهف: 39.
(6) آل عمران: 173.
(7) غافر: 44.
(8) الأنبياء: 87 .
(9) القصص: 24.
(10) الأنبياء: 89 .
503

ووقت هذه الصلاة من طلوع الفجر من اليوم الأوّل من الشهر إلى غروب الشمس من ذلك اليوم.

 

6 ـ صلاة الغفيلة

 

(214) وهي من الصلوات المستحبّة، وقد ورد في الحديث الشريف: أنّها تُورِث دار الكرامة(1). ووقتها في الساعة الاُولى من الليل بين صلاة المغرب وصلاة العشاء، وقد تعتبر صلاةً يوميّةً أيضاً.

وتشتمل هذه الصلاة على ركعتين، وقد جاء في المأثور: أنّه يقرأ في الركعة الاُولى بعد سورة الفاتحة ﴿وَذَا النُّونِ إذ ذهب مغاضباً فظَنَّ أن لَن نقدِرَ عليه فنادى في الظُّلُماتِ أن لا إلهَ إلّا أنتَ سُبْحانَكَ إنِّي كنتُ من الظالِمِينَ﴾، الآية « 87 » من سورة الأنبياء.

ويقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة ﴿وعنده مفاتِحُ الغيبِ لا يعلمُها إلّا هُوَ ويعلمُ ما في البَرِّ والبحرِ وما تَسقُط من وَرَقَة إلّا يعلَمُها ولا حَبَّة في ظلماتِ الأرضِ ولا رَطْب ولا يابس إلّا في كتاب مبين﴾، الآية « 59 » من سورة الأنعام.

ثمّ يرفع يديه ويقول: « اللّهمّ إنّي أسألك بمفاتِحِ الغيب التي لا يعلمها إلّا أنت، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، ثمّ يطلب حاجته، ويقول: « اللّهمّ أنت وليّ نعمتي والقادرُ على طلبتي تعلم حاجتي فأسألك بحقّ محمد وآله عليه وعليهم السلام إلّا قضيتها لي ». ويدعو بما أحبّ.

ويمكن لمن يؤدّي هذه الصلاة عقيب صلاة المغرب أن يكتفي بها عن


(1) وسائل الشيعة 5: 249، الباب 20 من أبواب بقية الصلوات المندوبة، الحديث 1.
504

ركعتين من نافلة المغرب، فقد مرّ بنا في الفقرة « 35 »: أنّ نافلة المغرب تتكوّن من صلاتين كلّ منهما ركعتان، فيمكن أن تعتبر صلاة الغفيلة إحدى هاتين الصلاتين.

 

7 ـ صلاة جعفر

 

(215) وتسمّى بصلاة التسبيح أيضاً.

وهي من الصلوات المستحبّة استحباباً مؤكّداً، وتتكّون من صلاتين كلّ منهما تشتمل على ركعتين، ويضاف إلى الصورة العامة فيها أن يقال: « سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر » خمساً وسبعين مرّةً، في كلّ ركعة خمس عشرة مرّةً بعد القراءة « أي بعد الفاتحة والسورة التي عقيبها »، وعشر مرّات في الركوع، وعشر مرّات بعد رفع المصلّي رأسه من الركوع وهو قائم، وعشر مرّات في السجدة الاُولى، وعشر مرّات في الجلسة بين السجدتين، وعشر مرّات في السجدة الثانية، وعشر مرّات عند الجلوس بعد السجدة الثانية. ونفس الشيء يقال في الركعة الثانية، ثمّ يتشهّد ويسلّم، ويكرّر الشيء نفسه في الصلاة الثانية.

وقد ورد(1) الحثّ على أداء هذه الصلاة في كلّ اُسبوع، أو في كلّ شهر، وأنّ الله تعالى يغفر للإنسان بسببها ذنبه.

ويجوز أن يؤدّي الإنسان صلاة نافلة أو صلاة قضاء ويدخل فيها الأشياء الإضافية التي تميّز صلاة جعفر، وبذلك يحصل على فضيلة النافلة أو القضاء مع صلاة جعفر.

 


(1) وسائل الشيعة 5: 194، الباب 1 من أبواب صلاة جعفر.
505

8 ـ صلاة الاستخارة

 

(216) وهي صلاة مستحبّة، يطلب بها العبد من ربّه أن يسدّده فى أمره، ويسهّل له ما فيه الصلاح، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: « إذا أراد أحدكم شيئاً فليصلّ ركعتين، ثمّ ليحمد الله ويثني عليه، ويصلّي على محمّد وأهل بيته، ويقول: اللهمّ إن كان هذا الأمر خيراً في ديني ودنياي فيسِّره لي وقدِّره، وإن كان غير ذلك فاصرفه عنّي »(1).

 

9 ـ صلاة الحاجة

 

(217) تستحبّ الصلاة ركعتين لطلب قضاء الحاجة، وقد جاءت في كيفيتها صور متعدّدة:

منها: أن يتوضّأ صاحب الحاجة، ويتصدّق بصدقة، ثمّ يدخل المسجد فيصلّي ركعتين، ثمّ يعقّب بعد الركعتين بحمد الله وتمجيده والصلاة على النبي وأهل بيته (عليهم السلام)، ثمّ يطلب من الله حاجته، ويعاهده على أن يأتي بطاعة معيّنة شكراً لله إذا قضيت حاجته، مثلا: يصوم شهر رجب، أو يزور الحسين (عليه السلام)، أو يتصدّق على الفقراء، أو يساهم في مشروع خيري، أو غير ذلك من أوجه الخير والمعروف.

 


(1) وسائل الشيعة 5: 206، الباب 1 من أبواب صلاة الاستخارة، الحديث 7.
506

10 ـ صلاة الاستسقاء

 

(218) وهي صلاة مستحبّة عند اشتداد حاجة البلد إلى الماء وانقطاع الأمطار عنه، وتتكوّن من ركعتين، وكيفيتها تماثل كيفية صلاة العيد المتقدّمة تماماً، بما فيها من تكبيرات وقنوتات إضافية وخطبة بعد الصلاة، غير أنّ المناسب في القنوت الدعاء والتوسّل إلى المولى بإنزال المطر، وسدّ حاجة البلد إلى الماء.

ولا تقع صلاة الاستسقاء إلّا جماعةً، ويتضرّع الإمام والمأموم قبل الصلاة وفيها وبعدها إلى الله أن يكشف ما بهم.

507

الصلاة

3

الشروط والأجزاء العامّة

 

 

○   الشروط العامّة.

○  الأجزاء.

 

 

509

عرفنا سابقاً أنواع الصلاة الواجبة والمستحبة اليومية وغيرها، وصورة كلّ صلاة وماتتميّز به من أحكام. كما عرفنا أيضاً أنّ كلّ الصلوات تشترك في شروط وأجزاء عامّة، وقد ذكرنا مجملا عن هذه الشروط والأجزاء.

ونريد الآن أن نتكلّم عنها وعن كلّ ماترتبط بها من أحكام وتفاصيل، وما قد يطرأ عليها من طوارئ، مثلا: عرفنا في ما تقدم أنّ الركوع جزءٌ عامّ في الصلاة، ولكن كيف يؤدّى بالضبط لكي يقع صحيحاً ؟ وما هو الحدّ الادنى من الانحناء الذي يتحقّق به ؟ وما هي أنواع الذكر التي يسوغ للمكلّف أن يختار واحداً منها في حالة ركوعه ؟ وما هو البديل إذا تعذّر الركوع على المصلّي لمرض ونحوه ؟

هذه هي التفصيلات التي تُشرح هنا، ونتكلّم في ما يلي عن الشروط العامّة أوّلا، ثمّ عن الأجزاء العامّة:

511

الشروط والأجزاء العامّة

الباب الأول

في

الشروط العامّة

 

 

○  القبلة.

○  الملابس.

○  أين يصلّي الإنسان؟

○  النيّة.

 

 

513

يشترط في الصلوات بأقسامها: طهارة البدن، والملابس، والوضوء، وكذلك الغسل إذا كان قد وقع من المكلّف ما يوجب الغسل، على تفصيلات وتوضيحات تقدّمت كلّها في فصول الطهارة.

ونذكر هنا بقية الشروط العامّة:

 

القبلة

 

(1) معنى القبلة بوجه العموم: الجهة، والمراد بالقبلة هنا: الكعبة الشريفة، إذ أمر الله سبحانه وتعالى بالتوجّه نحوها في الصلاة، فسمّيت قبلة، وسمِّي التوجّه نحوها ومواجهتها استقبالا.

وقد أصبحت الكعبة الشريفة ـ بفضل جعلها قبلةً للمسلمين ـ رمزاً لوحدة المسلمين، وأحد معالم شخصية الاُمّة الإسلامية، حيث تتّجه كلّها وبمختلف مذاهبها واتّجاهاتها إلى نقطة واحدة؛ تعبيراً عن وحدتها في الأساس والهدف.

وليست الكعبة قبلةً كبناية فحسب، بل كموضع بامتداده عمودياً إلى أعلى

514

وإلى أسفل، فمن صلّى في الطائرة كفاه أن يستقبل سماء الكعبة؛ على نحو لو كانت هناك طائرة واقفة فوق الكعبة لكان مستقبلا لها، ومن صلّى في طابق أرضيّ منحدر كفاه أن يستقبل أرضية الكعبة، على نحو لو كانت للكعبة طوابق أرضية موازية لكان مستقبلا لها.

ونظراً إلى أنّ الأرض كروية فكثيراً ما لا يمكن أن يكون بين المصلّي والكعبة خطّ مستقيم، بل خطّ منحني، والمقياس في الاستقبال حينئذ أن يختار أقصر خطٍّ من الخطوط المنحنية بينه وبين القبلة، فمن كان يبعد عن الكعبة ويقع في شمالها على نحو تفصله عنها مسافة بقدر ربع محيط الكرة الأرضية ـ مثلا ـ إذا وقف إلى جهة الجنوب كان مستقبلا، وإذا وقف إلى جهة الشمال لم يكن مستقبلا؛ لأنّ الخطّ المنحني الذي يفصله عن الكعبة في الحالة الاُولى يساوي ربع محيط الكرة، والخطّ المنحني الذي يفصله عن الكعبة في الحالة الثانية يساوي ثلاثة أرباع المحيط، فالخطّ الأول أقصر وبه يتحقّق الاستقبال.

والاستقبال شرط لصحة الصلوات الخمس اليومية ولجميع أجزائها، حتى الأجزاء المنسيّة التي تؤدّى بعد الصلاة (وهي السجدة والتشهّد)، ولركعات الاحتياط دون سجود السهو (وهو سجود يجب على المصلّي بعد الفراغ من صلاته أحياناً إذا كان قد تورّط في سهو خلال الصلاة، كما سيأتي)، وكذلك هو شرط لسائر الصلوات الاُخرى واجبة أو مستحبة، فيجب في صلاة الآيات، والصلاة على الأموات، وغير ذلك.

(2) ويستثنى ممّا ذكرناه إذا صلّى الإنسان صلاة النافلة وهو غير مستقرٍّ في وقوفه، كما إذا صـلاّها ماشياً فإنّ الاستقبال في هذه الحالة ليس شرطاً، وكذلك إذا صلّى النافلة وهو راكب في السيارة أو السفينة أو الطائرة وهي تتحرّك

515

به، فإنّه لا يجب والحالة هذه أن يحرص على استقبال القبلة (1).

وأمّا إذا صلّى النافلة وهو مستقرّ وليس في حالة مشي ولا في واسطة نقل متحرّكة فليس من المعلوم أن تصحّ صلاته إلّا إذا استقبل القبلة، كما يفعل في صلاة الفريضة تماماً.

كيف تُعيّن القبلة؟

(3) من الواضح أنّ المتواجد على مقربة من الكعبة الشريفة ـ كالمصلّي في المسجد الحرام الذي تقع الكعبة في وسطه ـ يمكنه أن يعيّن القبلة بسهولة ويستقبلها، ويتحقّق استقباله لها بمواجهته لها.

وأمّا إذا ابتعد المصلّي عن الكعبة كثيراً فيواجه شيئاً من الصعوبة في تعيين القبلة، وكلّما ابتعد أكثر ازدادت الصعوبة.

فالعراقي ـ مثلا ـ الذي يصلّي في بلده يواجه هذه الصعوبة، ومن أجل تذليلها اعتمد الناس هنا فترةً من الزمن على البوصلة التي تحتوي على مؤشّر مغناطيسيّ يحدّد نقطتي الجنوب والشمال، فيتعرّف في ضوء ذلك على جهة


(1) وأظنّ أنّ المقصود بروايات الباب هو التسهيل على مصلِّي صلاة النافلة لدى السير من ناحيتين:
إحداهما: تحوّل جهته بين حين وحين نتيجة السير من القبلة إلى غيرها، فيصعب عليه الالتزام بالقبلة.
والثانية: جهله في كثير من الأحيان في حالة السير بالقبلة ممّا يصعّب أيضاً التقيّد بالقبلة.
وكلّ هذا لا يعني جواز اتجاهه عمداً إلى غير القبلة فيما لو علم بها وكانت القبلة صدفةً بنفس الاتجاه الذي يتطلّبه سيره.
516

الجنوب التي تقع الكعبة ومكّة فيها بالنسبة للعراق مثلا.

ولكي يكون التحديد أكثر ضبطاً وإتقاناً اُدخل في الحساب درجة انحراف مكّة عن الجنوب، حيث إنّ مكّة لاتقع في نقطة الجنوب من الناحية الجغرافية حقيقةً وبالضبط، ولوحظ وجود فارق أيضاً بين الجنوب المغناطيسي الذي تشير إليه البوصلة والجنوب الجغرافي الذي على أساسه تحدّد درجة انحراف هذا البلد أو ذاك عن الجنوب.

وعلى هذا الأساس وضعت حديثاً بوصلة للقبلة خاصّةً فيها إبرة متحرّكة تعيّن الجنوب المغناطيسي، وفيها سهم أسود ثابت يعيّن عند تطبيقه على البلد الذي يريد المصلّي أن يصلّي فيه موضع القبلة، ومقدار التفاوت بينها وبين الجنوب.

والعمل في تحديد القبلة على هذا الأساس صحيح ومجز، ولكن هل العمل على أساسها يعني أن يقف المصلّي أمام السهم الأسود المشير إلى القبلة مباشرةً، أو يكتفي أن يتّجه إلى الجهة التي يشير إليها السهم فيكون الاستقبال مرناً يرخّص فيه بالانحراف يميناً ويساراً بقدر ما ؟

والجواب: أنّ الثاني هو الصحيح، ولكن لكي يتّضح ذلك يجب أن نشرح المقصود من الجهة؛ وذلك كما يلي:

نفترض أنّ عدداً من الناس ـ سبعة مثلا ـ وقفوا على خطٍّ مستقيم فتشكّل صف طويل، فاذا وقفت أمامهم قريباً منهم ووجهك نحوهم فهل تكون مستقبلا ومقابلا للصف بالكامل، أو للفرد الذي وقفت أمامه مباشرةً ؟

من الواضح أنّ الثاني هو الصحيح. أمّا من وجهة النظر الهندسية فلأنّك لو مددت خطّين مستقيمين متقاطعين أحدهما بين يمينك وشمالك والثاني يقطع ذلك الخطّ على نحو يشكّل زاويتين قائمتين ـ فيكون الخطّان متقاطعين

517

متعامدين ـ لو وضعت ذلك وامتدّ الخطّ الثاني من أمامك لالتقى بواحد معيّن في ذلك الصف فقط، وهذا هو المقياس في الاستقبال الهندسي.

وأمّا من وجهة النظر العرفية فواضح أيضاً لدى كلّ إنسان اعتياديّ، بحكم نظرته الساذجة وفهمه الفطريّ أنّك إذا وقفت أمام الصف في الوسط فأنت تستقبل الشخص الرابع من السبعة فقط، دون الأول والأخير.

ولنفرض أنّ الصف كان في أرض منبسطة كالصحراء، وأنّك ابتعدت عنه متقهقراً إلى الخلف آلاف الأمتار، ثمّ أردت أن تستقبل بوجهك اُولئك المصطفّين ففي هذه الحالة إذا استعملنا المقياس الهندسي نرى أنّك أيضاً لا تستقبل إلّا واحداً من السبعة المصطفّين فقط، لو رسمنا خطّاً مستقيماً من موضعك على ما تقدّم لالتقى في امتداده بواحد منهم فقط، وهذا يعني أنّ الاستقبال الهندسي لا يختلف فيه القرب والبعد.

وأمّا إذا لاحظنا الموقف من الوجهة العرفية وبالنظرة الفطرية للإنسان الاعتياديّ نجد أنّك في هذه الحالة تستقبل السبعة جميعاً بوجهك؛ لأنّ الاستقبال كما يفهمه الإنسان الاعتيادي هو كون الشيء يبدو حيال وجهك وفي مقابله. ومن الواضح أنّ الصفّ بالكامل يبدو لك وأنت تستقبله من بعد حيال وجهك؛ نتيجة تضاؤله بسبب البصر، فإنّ تضاؤله يجعله يبدو أصغر حجماً، فكأنّه لا يزيد عن مقدار وجه من يستقبله، وهذا يعني أنّ الاستقبال العرفي يتأثّر بالقرب والبعد، فما تستقبله عن بعد أوسع كثيراً ممّا تستقبله عن قرب، وكلّما بعدت عن الجهة التي تريد أن تستقبلها فأنت تستقبل منها مساحةً أوسع.

وعلى هذا الأساس إذا وقفت عن قرب أمام الشخص الرابع في الصفّ المكوّن من سبعة فأنت مستقبل له خاصّة، فإذا رجعت إلى الخلف مسافةً كبيرةً في خطٍّ مستقيم وجدت نفسك مستقبلا للسبعة جميعاً، أي أنّ منطقة الاستقبال التي

518

كانت مقصورةً على الشخص الرابع اتّسعت من الجانبين، فشملت الصفّ كله.

ويمكننا أن نؤكّد بهذا الصدد أنّ اتّساع منطقة الاستقبال من كلٍّ من الجانبين لا تقلّ عن خمس المسافة بينك وبين المنطقة التي تريد أن تستقبلها، فإذا كنت تبعد عن مكّة ألف كيلومتر، وكان الصفّ المكوّن من سبعة وسط مكّة ـ مثلا ـ فأنت تستقبل على بعد ألف كيلومتر الصفّ المكوّن من سبعة مضافاً إليه مساحة تمتدّ من كلٍّ من الجانبين مائتي كيلومتر، فيكون مجموع منطقة الاستقبال العرفي على هذا البعد أربعمائة كيلومتر، فإذا كانت الكعبة الشريفة واقعةً ضمن هذه المنطقة والمساحة اعتبر ذلك استقبالا عرفياً لها، ولو لم يمكن إيصال خطٍّ مستقيم من الناحية الهندسية بينك وبينها على النحو المتقدم.

وهذه المساحة هي التي نطلق عليها اسم الجهة حين نقول: يجب على البعيد في صلاته أن يستقبل جهة الكعبة.

والنتيجة العملية لذلك: أنّ السهم المؤشّر في البوصلة إلى القبلة لو وضعته على موضع سجودك لأمكنك أن تنحرف عنه يميناً أو يساراً بقدر خمس المسافة بين موضع قدميك وموضع سجودك، والمسافة هي خمسة أشبار عادةً، فيمكنك إذن ان تنحرف عن السهم المؤشّر شبراً إلى اليمين أو إلى اليسار (1).

 


(1) الواقع أنّ المقدّمة التي فرضها اُستاذنا الشهيد (رحمه الله) ـ من أنّ اتّساع منطقة الاستقبال من كلٍّ من الجانبين لا تقلّ عن خمس المسافة بينك وبين المنطقة التي تريد أن تستقبلها ـ لو كانت تامّةً وأمكن إثباتها بالتجربة، أو بحساب خاصٍّ لا تنتج النتيجة المطلوبة، وهي إمكان انحراف الشخص عمّا تؤشّر إليه البوصلة يميناً وشمالاً بقدر خمس المسافة بين موضع قدميه وموضع سجوده وهو شبر مثلاً؛ وذلك لأنّ الاتّساع الذي يُرى في منطقة الاستقبال

519

(4) وإذا لم يتعرّف البعيد على جهة القبلة التي يجب عليه أن يستقبلها أمكنه أن يعتمد على إحدى الوسائل التالية:

أوّلا: شهادة البيّنة.

ثانياً: عمل المسلمين ووجهتهم في مساجدهم، فإذا دخل مسجداً ووجد الناس يتّجهون إلى جهة معيّنة في صلاتهم، أو وجد المحراب الذي يرمز إلى القبلة مشيراً إلى جهة معيّنة أمكنه الاعتماد على ذلك.

ثالثاً: عمل المسلمين في مقابرهم، حيث إنّ الميّت المسلم يجب أن يدفن على جانبه الأيمن موجّهاً بوجهه إلى القبلة، والعمارة التي توضع على القبر تتطابق عادة مع وضع الميّت، فتكون ذاتَ دلالة على جهة القبلة.

وهذه الوسائل كلّها إنّما يسوغ للمصلّي الاعتماد عليها إذا لم يعلم بخطئها (1).

 



يعتبر ـ على الأقلّ في الفهم الحسّي العرفي ـ اتّساعاً في خطٍّ مستقيم، في حين أنّ المقصود بالانحراف المجاز عرفاً هو الانحراف في خطٍّ دائريٍّ مركزه نفس المصلِّي، فلا علاقة بين المقدّمة والنتيجة إطلاقاً.
والأولى الاقتصار في تحديد الجهة التي ترى مطابقةً لاستقبال القبلة على مجرّد الإحالة على فهم العرف مع ترك هذه التدقيقات التي لا تنتج شيئاً.
(1) البيّنة حجّة شرعيّة لا تسقط إلّا بالعلم بالخطأ أو الاطمئنان.
وأمّا عمل المسلمين في مساجدهم ومقابرهم فلا شكّ في حجيّته في الفهم العرفي المتشرّعي الثابت إمضاؤه بعدم الردع، ولكن تقف حجيّته على المقدار المرتكز في العرف المتشرّعي، وليس الحدّ القاطع لحجيّته هو القطع بالخطأ فحسب، بل لو وجدت قرينة معقولة على الخطأ تصبح حجيّته محلّ إشكال.